يعد تعبير الانسان عن نفسة من الامور الصعبة لانه يكتب عن نفسة وما يدور بداخلة
وهنا يقوم الانسان بالتعبير عن نفسه لكي يرتاح من اعباء يحملها بداخله.
تعبير عن نفسك في أعماق كلّ واحدٍ فينا فضاءٌ حالمٌ مسكونٌ بالغموض الذي
لا يعرفه إلّا الله، فالنفس البشرية مليئة بكلّ أسبابِ الحياة، وهي في الوقت
نفسه مليئة بالترقّب والأمل، فهي تحملُ كلَّ التناقضات وتحلم بكلّ ما هو غريب،
لكن لا يطلع إلى الملأ إلّا ما يُقرّه العقل، فتظلّ النفس في أعماقها غارقة في
أحلامها،
ولا تأبه لكلّ ما يحدث حولها من أمور إلّا إن أرادت هي ذلك، فأنا كلما
جلستُ مع نفسي
حاورتها بكلّ شيء، ولا أخبئ عنها أي شعورٍ غريب أحمله، ولا أخافُ من أن تلومني
أو أن تنقلب ضدّي، لأنّ نفسي هي أكثر من يدعمني بكلّ تناقضاتي وآرائي المتنوعه
وحياتي. كلّما راودني حلمٌ ما، أخذ العالم كلّه يُسمعني كلماته المملوءة بطاقته
السلبية ويحتاج مني أن أتراجع عن حلمي، لكنّ نفسي المليئة بالأمل كانت دومًا تدعمني،
وتخبرني أنني أستطيع، وأنني لا بدّ وأن أحقق ما أريد، لقد كانت نفسي هي التي
تغطى
على قلبي وترعى حلمي مهما كان مستحيلًا، وفي كلّ مرةٍ أمرض فيها كانت تُصاب
نفسي أحيانًا باليأس، لكنها كانت تنفض عنها هذا اليأس سريعًا وتملأني بالتعاقد
الحياة وتقول لي أن الألم سيزول، فالنفس فيها من التناقض ما يعطى
العجب، فقد أودع الله تعالى سرّه فيها، وجعلها شيئًا عصيًّا على الفَهم.
ربّما تمرض النفس أحيانًا وتضيق بكلِّ ما حولها وتُصاب بالاكتئاب أو تعكير
المزاج، وهذا ما كان يحصل معي كثيرًا، فقد كانت نفسي تضيق بكلّ ما حولها،
والاقى نفسي أكره كل العالم وكلّ الناس، وكنت كثيرًا ما أجلس وأبكي وأتخيّل
أنّ كل الكون ضدّي، لكنني اكتشفت أنّ النفس أيضًا تحتاج إلى الحبّ والحنان
والعطف، واريد من يُداريها وينفض عنها الغبار، وهذه مهمة القلب والروح،
فالروح تعقد علاقة أبديّة مع النفس على الرّغم من سموّ الروح عليها، لكنّها ترى في
الروح ماتشتهى